تقنيات ناشئة

السيارات ذاتية القيادة: تحديات ونصائح للمدن للتعامل معها

السيارات ذاتية القيادة
6 مارس, 2019

يُبشر المعنيون بتكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة بفوائد عديدة سيجلبها انتشار هذه السيارات في الشوارع على المدن وسكانها من نواحي عديدة. وتتركز هذه الوعود على نواحي خفض حوادث المرور وكذلك معالجة تحدي الازدحام المروري إلى جانب توفير فرصة للقائمين على التخطيط الحضري تمكنهم من إعادة تصميم الشوارع والمساحات العامة بشكل يركز على البشر لا السيارات كما هو حاصل حاليًا!

وإلى جانب ذلك، تركز شركات تصنيع السيارات على الترويج للفوائد الجمة للسيارات ذاتية القيادة على البنية التحتية الموجودة في المدن خاصة النقل العام إذ يمكن استخدام هذا النوع من السيارات في الركوب التشاركي وتقليل تكلفة الرحلة الواحدة فضلًا عن التحول عن ملكية السيارات الخاصة.

لكن، وبحسب دراسة جديدة لباحثين في مجال المدن الذكية في الولايات المتحدة فإن أيًا من هذه النتائج غير مضمونة، بل إن هناك تحديات أربعة أساسية حول السيارات ذاتية القيادة ومدى مساعدتها للمدن في تحقيق أهدافها.

هذه التحديات الأربعة هي:

1- ليست حلًا تكنولوجيًا لمشاكل المرور

فالسيارات ذاتية القيادة تحتل مساحة في الشارع كما السيارة العادية ويلزم لها مكان انتظار أيضًا، لكن حلها للتكدس المروري يتوقف على استخدامها في الركوب التشاركي. لكن دراسات أكاديمية عديدة لا تؤيد أن السيارات ذاتية القيادة ستكون الوسيلة المفضلة للنقل التشاركي أو أن هذا النموذج في النقل سيقلل من التكدس المروري.

2- ليست حلًا سحريًا للوصول لهدف (صفر وفيات في حوادث المرور)

لا تستطيع أجهزة الاستشعار المستخدمة في هذه السيارات التمييز الصحيح بين المشاة وبين راكبي الدراجات دائمًا بما يشكل قلقًا جادًا على مستخدمي الشوارع خاصة أن هذه السيارات سيتم استخدامها أولًا في المناطق كثيفة الحركة.

3- لا تدعم النقل العام بشكل آلي

تدعي العديد من الشركات المصنعة أن هذا النوع من السيارات سيساعد الركاب على الوصول لمحطات النقل العام بما يزيد من استخدام الجمهور لوسائل النقل العام، ولكن في الواقع فإن السيناريو الأقرب للحدوث هو استخدام الراكب للسيارة ذاتية القيادة للوصول إلى وجهته المقصودة مباشرة دون الحاجة لتغيير وسيلة الركوب، كما الحال مع قيادة السيارات الخاصة العادية. ربما يحدث هذا فقط في حال إذا كانت المواصلات العامة أسرع من السيارات ولكن هذا يقتضي مزيدًا من الاستثمارات في البنية التحتية.

4- العدالة وسهولة الوصول من القضايا الملحة

يتوقع أن تبلغ تكلفة ركوب سيارات "وايمو وان" نفس تكلفة ركوب "أوبر" و"ليفت"، مما لا يعطيها أي ميزة تنافسية في السعر وبالتالي عليها خفض التكلفة حتى تستطيع خدمة ذوي الدخول المنخفضة.

أمام هذه التحديات الأربع، ماذا يمكن أن تفعل المدن؟ فيما يلي عدة توصيات يمكن أخذها في الاعتبار:

1- ضمان دعم السيارات ذاتية القيادة لعدالة نظام المواصلات وسهولة الوصول إليه

2- تطوير هياكل حوكمة واستخدام ومشاركة البيانات سواء الخاصة بالأفراد أو التي يرجع مصدرها للمركبات والشركات

3- نشر الأمان العام عن طريق تطوير بروتوكولات تدريبية ودمج الأمان العام في الشراكات والمشاريع التجريبية

4- مراجعة البنية التحتية ومتطلبات استخدام الأراضي والمناطق المختلفة من قبل السيارات ذاتية القيادة وضمان نشرهم للابتكار مع دعم مراكز الحضر المستدامة

5- وضع الآليات المطلوبة للتعلم من المشاريع التجريبية والقدرة على التكيف السهل وتعديل نظام النقل بناء على ما تم تعلمه

المصادر

مُستعد لاستخدام   في مؤسستك؟